
لوهلة بقلم دعاء ناصر
لوهلة ..أكتشفت في صمتها المطبق محدقة في أرجاء غرفتها ،أن الموجودات من حولها مزركشة بالورود بإختلاف ألوانها وأحجامها.. السجادة ،الملاءات، الأثات.. المفروشات، ذهلت لمجرد أنها لم تري تفصيلة صغيرة كهذه إلا الحين. بقدر ماهو شئ عابر ويبدو سطحي لغيرها إلا أنها أدركت أن اشياء كثيرة في حياتها لا تراها بمثل هذا الوضوح من قبل، كورودها الذاوية التي أهداها اليها حبيبها يوما ما .
لازلت تحتفظ بها داخل النيش كذكري منسية ..هرعت إلي النيش لتفتحه لتتلمس تلك الورود التي أصبحت في مثل هشاشتها.. أحزنها أنها آلت لنفس مصيرها ،لارائحة ولا لون.. باهتة.. برغم أنها تشي عن جمال امتلكته يوما ما… آثارها الفضول لتدقق في كل الأشياء المنسية ..عرجت لغرفتها لتفتح صندوقها المخفي داخل الخزانة الصغيرة ..تنظر إلي الأشياء المهداة إليها ..للرسائل..تقرأ كلماتها وكأنها مرسلة لغيرها ..يثير بداخلها الفزع ..غدت خاوية من المشاعر ..أين المشاعر الأولي التي أحستها وهي تقرأ كلماتها بتمعن بجذل طفلة صغيرة؟
أين المشاعر التي ذابت في حلاوة كلماتها وتجرعت كؤوس لذتها لتؤنسها في لياليها الموحشة؟..أين تلاشت؟ ..أنه الزمن ..الزمن مخيف كوحش ..الزمن يغير فينا ولا يتغير ..الحين لا تعرف حقيقة مشاعرها ..قد لا تكون مشاعر كره أو حنق علي أحدا ما.. بقدر ماهو شعورها بالغربة والضياع عما تحويها الرسائل من كلمات معسولة ..ضاعت حلاوتها تحت عجلات الزمن التي ترحم أحدا منا …أو حالة من
اللا شعور كقنينة عطر فارغة كانت تحوي العطر بداخلها في زمن غابر..