خوض التجربة
قصة قصيرة
بقلم د/ محمدعبدالغني صقر
أخيراً قررت أن أخوض هذه التجربة التي طالماً فكرت فيها بل وصلت لأن تكون إحدي أمنياتي
تقدمت خطوتين نحو باب الدخول و خوفي جعلني أرجع خطوة و لكني أستجمعت كل قواي و تقدمت و دخلت المكان الذي ما إن دخلته إلا و تملكني شعور غريب لا أملك مفردات لوصفه
لا أعرف هل هو شعور بالسمو و العظمة لأن المكان مختلف تماماً عن كل أماكني التي أعتاد دخولها أم هو شعور بالغربة الجميلة التي يكمن سر جمالها في إكتشاف كل ما هو جديد عليك
المهم قدماي أخذتني إلي الركن الذي أختارته عيناي القابع بجوار نافذة من الطراز القديم المطلة علي نهر النيل العظيم
ما إن جلست إلا و جائني النادل مستقبلاً لي بحفاوة من غير رتوش و وجه مبتسم بشوش
و ألقي عليّ التحية و قدم لي مطوية كانت بيده
و أخذتها و تأملت المدون فيها و عجزت علي الإختيار بين أصناف تزدحم بها المطوية و أسعار مبالغ فيها من وجهة نظري
حاولت الإختار و عجزت لجهلي بهذه الأصناف التي لا تقدم بهذه الأسماء في الأماكن الي أعتاد الجلوس فيها
ولكن فجأة و لحسن حظي وجدت كلمة إسبريسو
هذه الكلمة سمعتها مرات عديدة في الأفلام و المسلسلات فناديت علي النادل و أبلغته بطلبي لها و جائني بها و بدأت في أخذ أول رشفة منها و يا ليتني ما رشفت لأني ذقت مرارة الدنيا بها
ندمت لأني لم أسأل النادل ولم أطلب مشروب أعرفه كالشاي مثلاً و لكن ربما خجلي منعني من ذلك كما يفعل بي في كل مرات فشلي و ندمي في حياتي
أخذت رشفة أخري و لكنها كانت أمر
أكتشفت أن هذا النوع من القهوة مختلفاً عن ما أعتد شرابه و أنه يمكن أن تقوم بتحليته بعد إعداده
تركت الكوب و وضعت ثمنه في المحفظة التي تأتي مع الطلب و غادرت المكان
و أنا أهمهم لنفسي كعادتي في كل حياتي ليس مهم نجاح التجربة بقدر أن تخوضعها و تعيشها
