كم منا يعيش كالماء في الشكولاتة ؟
بقلم دعاء ناصر
كيف لعادات وتقاليد بالية قاسية أن تحطم قلوب العاشقين ؟
..رواية عن الحب والفراق .. الرغبة والقسوة.. الوحدة والألم ..
تجربة فريدة مميزة للكاتبة”لاورا اسكيبيل” صاحبة الأكثر مبيعا لرواية “كالماء للشكولاتة ” صدرت عام 1998. وتحولت لفيلما سينمائيا حقق ناجحا كبيرا
في جولة مكسيكية تصحبنا الكاتبة لأعماق روايتها. لنجد أنفسنا أمام وليمة فاخرة مكونة من اثنتي عشر فصلا ..تستهل في مقدمة كل فصل تحضير مكونات وجبة دسمة وگأنها كتبت من داخل المطبخ وسط،روائح التوابل، والأبخرة تتصاعد من القدور
تروي لنا”اسبرانثا” حفيدة عائلة دي لاجارثا المكونة من ماما إيلينا وبناتها، تبدأ بمعاناة تيتا الابنة الصغري للعائلة التي ترعرعت داخل المطبخ. لتغدو عاشقة لفنون الطبخ . وقعت في غرام بيدور ،ولكن حالت بينهما العادات والتقاليد، لتمنع استمرار هذا الحب وتحرم تيتا من الزواج من أي شخص بحكم أنها الابنة الصغري في العائلة. وتحتم عليها أن تظل حبيسة جدران البيت لتتولي الرعاية والأهتمام بوالدتها حتي الموت.
“كانت تريد أن تعرف ما الأبحاث التي قادت إلي نتيجة أن الابنة الصغري،وليست الكبري،هي المناسبة أكثر من سواها للسهر علي أمها ؟..وهل أخذ في الاعتبار ذات مرة رأي البنات المتضررات ؟ وهل يسمح لها مادامت لاتستطيع الزواج ، أن تعرف الحب علي الأقل ؟ أم أن ذلك غير ممكن أيضا؟”
قد تقسو الأم لبعض الوقت من تصرفات أبناءها كنوع من العقاب لكن أن تكون قاسية ،متسلطة علي الدوام هذا ما كانت عليه ماما إيلينا لاسيما مع ابنتها تيتا حتي في أشد حالات مرضها ضعفا لذلك لم اتعجب من عدم حزنها عند موت والدتها الذي كانت تتمناه علي الدوام
“لم يكن بإمكانها تخيل أنه يمكن لذلك الفم بتكشيرته المريرة أن يقُبل بعاطفة،ولا تخيل أن يكون ذلك الخدان ،الأصفران الآن،متوردين في ليلة حب”
أهم الشخصيات التي تميزت بها الرواية واستطاعت ،أن تؤثر في أذهان القراء هم خيردورتس ودكتور جون بروان، لتحررهم الفكري من الدائرة المغلقة، التي حبست فيها باقي شخصيات الرواية .
(فقد عادت كي تري ماما إيلينا أنها قد حققت الفوز في الحياة، فهي الآن جنرالة في الجيش الثوري. لقد نالت هذا اللقب بقوة ذراعها. بالقتال كما لم يقاتل أحد في ميدان المعركة .لقد كانت تحمل موهبة القيادة في دمائها)
جون بروان (إذا ما أدت عاطفة قوية جدا إلي اشتعال الثقاب كلها التي نحملها في داخلنا دفعة واحدة ،فأنها تنتج وميضا قويا إلي حد يضئ معه ماهو أبعد مما يمكننا رؤيته بصورة عادية ،وعندئذ يظهر أمام اعيننا نفق متألق يكشف لنا الطريق الذي نسيناه في لحظة مولدنا والذي يدعونا إلي اللقاء بأصلنا الالهي الضائع. فالروح ترغب في الارتداد إلي المكان الذي جاءت منه وتترك الجسد جامدا)
ما أعظم الحب وأقبح نهاياته، اثنتي وعشرون عاما مضت علي حب تيتا وبيدور .. ولازلت جذوة الحب مشتعلة بداخلهما، والرغبة في أن يعيشان معا أمام الجميع تجتاح كل منهما .. ولكن شتان الفارق بين رغبتنا وبين رغبة وأحكام القدر ، ولتنتهي أسطورة الحب في الأرض ولتحيا في السماء دون قيد ..
” يقال إن كل أنواع الحياة قد أزهرت وتفتحت تحت ذلك الرماد محولة تلك الأراضي إلي أكثر أراضي المنطقة خصوبة ”
