عمل المرأة بقلم خلود ايمن
إن دور المرأة من أجَّل الأدوار التي وهبها الله لخلقه فهو يتضمن العديد من المهام الشاقه التي أعطاها الله الإمكانيات و المقومات اللازمه لها و هذا الدور يتمثل في الحمل و الولاده و الرضاعه و الذي يحتاج لجهد شاق يفوق أي جهد ذهني فهو يعتمد بشكل كلي علي القوة البدنيه و الصبر و الصمود و قدره التحمل فهي تتحلي بالوفره من كل تلك السمات و كذلك تتمكن من تربيه الأبناء بأفضل صوره ممكنه فلقد حباها الله من العطف و الحنان و اللين و رقه القلب ما يمكنها من كونها ودوده مع أبنائها و تتمكن من رعايتهم إلي أن يشتد عودهم و يتمكنوا من الاعتماد علي أنفسهم بشكل كامل و لكن هذا الدور لا يقتضي بأن تُسْلَب من حقها في العمل فهو أمر غير محرم مطلقاً بأي نص قرآني أو حديث شريف فهو يتوقف علي إرادتها و قدرتها عليه و تمكنها من الموازنه بين أسرتها و عملها فإن أرادته فلا ضرار منه و إن لم ترده فلن ينقصها أي شئ و لكنه مشروط ببعض الشروط ألا و هي عدم الاختلاط بالرجال سوي عند الضرورة القصوي أما بغير ذلك فلتكتف بالتعامل مع أبناء جنسها مع الأخذ في الاعتبار في طريقه الملبس أيضاً فلا ترتدي ما قد يلفت الأنظار إليها أو يشف أو يصف أي أجزاء من جسدها أما بخلاف ذلك فلا يوجد قطعاً ما يحرم عمل المرأة و لكن المجتمع هو ما يسعي لسلب حقوقها بشكل أو بآخر بأي إدعاءات لا أساس لها من الصحه و لا يوجد ما يثبتها من الأساس ، فلنرجع للنصوص الدينيه فهي التي ستفيدنا في تحديد أمور حياتنا و توجيهنا بها و معرفه الحلال من الحرام و الصواب من الخطأ دون الحاجه لإصدار الفتاوي فيما نجهله ، فالأمر أيسر مما نتخيل و يحتاج لمزيد من البحث و الإطلاع ليس أكثر بدلاً من إصدار أوامر و إفتاءات لا دليل علي صحتها ، فلنحاول أن نعيش الحياة بمزيد من الوعي و الضمير بدلاً من أن نحكم علي ذواتنا بالضياع و التشتت بسبب الرغبة المتسلطه في اتباع أمور خاطئه و إصدار أوامر قاطعه بمنع عمل المرأة و إفشائها في كافه أرجاء البلاد دون التأكد من صحتها من البدايه فهذا سيضر البلاد بلا شك في أي أمور أخري أكثر تأثيراً فيه بسبب كثرة الكلمات المُذاعه في كل مكان دون إدراك خطورتها علي الرأي العام فهي تشتته و تزعزعه بلا أي جدوي أو فائدة ، فلندرك عواقب ما نقوم به قبل أن نجد أننا وقعنا في كارثه لا نجد حلاً لها بسبب كثرة الفتاوي الشائعه في كل ركن من أركان البلاد …
