رساله حب وولع وإشتياق
بقلم فهيم سيداروس
أترفق بالحديث عنك دائمًا ، بالرغم من الغضب الذي يخلقه غيابك بداخلي ، لقد أوقعني الحنان في صفك ، وكأن قلبك في يدي ، وضحكاتك بجواري ، وأصبحت تنمو في روحي نديما شقيقا لا ترْتحل عنها ، وتبيت في العين أمام ملح الأحاديث ، وقسوة الأغنيات ، وكل هذا لا يؤتى إلا من قلب حزين ، ومحب .
أحبك ليست ، مجرد أربع حروف تحملها الألسن
بل مشاعر عدة تجتمع في القلب ، حتى تملأه عن آخره ، أحبك يعني ، أن أكون أجنحتك حين تضيق الأرض بك ، أن أكون كتفيك حين تثقل الهموم عليك ، أن أكون وطنك الذي لا ينكرك إن فقدت هويتك ، أن أكون ظلك حين تغمرك شمس الحزن ، أن أكون جليسك في وحدتك الحزينة .
عندما أحببتك أيقنت وقتها ، إني سوف اتحمل وسوف أكتم واضحي ، لأجل هذا الحب ، حبي لك ليس مجرد كلام ، إنما هو أكثر من أي شيء
وعندها لا أرى فيك عيبًا واحدا ، بل أرى فيك كل ماهو جميل ، بإختصار أنا دائما أحبك ، وحبي لك لايقل ، بل العكس هو يكبر في كل يوم وكل وقت .
لا يمكنني تجاوز فكرة أنني أُحبك في أسوأ لحظاتي حزنا ، أُحبك حتى في المرات التي أكون بها لا أطيّق أي شيء .
عندما أحببتك ، تركت كل هذا العالم خلفي واخترتك ، أخترت أن أكون بقربك رغم كل شيء ، أنت لا تعلم كم مرة كان يتوجب علي أن أصلح قلبي بعد الخراب الذي حل من جراحك ، لكنني أحاول جاهدا أن لا ينكسر قلبي ، وتسقط منه .
ولو سألتني يوما عن ، لأخبرتك كيف أنّ كلّ الأشياء ، والأشخاص وحتى الأمنيات ، قابلة للتفاوض ، للقبول أو الرفض ، كل شيء يعبر قلبي يخضع للاحتمالات ، إلا أنت ، لم تكن تقبل القسمة على اثنين أبدًا ، لم أملك أيّ اختيارات معك ، كنت أحبّك بتطرفٍ ، بتعصّبٍ ،
بإيمان تام .
وكتب إليها مستدركا ، عزيزتي ، إنك إن غبت ، لن تسقط السماوات أو تنفطر الأرض ، لن تتوقف الحياة أو تغيب الشمس وينطفئ القمر ، ولكن وحدي أنا من يحدث لهُ كل ذلك .
أن أحبك ، يعني أن صوت قلبك يصلني ، دون أن تنطق أن يدي تحاول أن تمسك بك ، قبل أن تقع ؛أن أحبك ، يعني أن سعادتك هدف وضحكتك مكافأة ؛ أن أحبك ، يعني أن أشاركك فرحك قبل حزنك ، فالفرح يكبر حين نتشاركة كما الحزن ، يصغر حين نتقاسمة .
ثم إنني أنا وأنت ، لم نكن نحتاج الكثير من الكلمات لنعرف أحوالنا ، كان يكفيني أن أسمع صوتك ، لأعرف على أية حالة أنت ، ولم يكن إحساسك بي يخطيء أبدًا ، كنا في حالة توافق روحي عجيب ، كأنما أعيش في صوتك ، وتعيش في مسام جلدي ، كنا في حالة فوق الحب ، في حالة تلبس تام .
عندما أحببتك تركت كل ما يشغلني ، لأنشغل بك، تفرغت تمامًدا لأحبك ، لاستنشق وصلك لأعيشك هذا العمر ، وأتمناك مرة أخرى في عمر آخر. أحببتك بوهم مخيف .
ذلك هو حالي كل يوم ، أنظر إلى مرآتي فأراكي فأبكي فأبكي وجعاً ثم أعود لأراكي مجدداً بين أحلامي ،لا عتاب يجدي نفعاً ولا بكاء يريح قلبي ويزيل آلام قلبي .
وكأنني أقف على طرف الهاوية ، بكلمة منك أطير ، و بأخرى أسقط ، رغم كل الحواجز التي تمنعني من لمس قلبك ، ما زال حبك قائما متشبثا بسقف قلعليك .
تسرقك و تسافر بك ومعك كوديعة ثم تردك وقد أصبحت لديها أمنية من الأمنيات وقد تحققت وقد مل
كتك وسجلت عقد الملكية فلا خوف عليك .
ولو سألتني يومًا عنك ، لأخبرتك كيف أنّ كلّ الأشياء ، والأشخاص ، وحتى الأمنيات ، قابلة للتفاوض ، للقبول أو الرفض ،كل شيء يعبر قلبي يخضع للإحتمالات .
إلا أنت ، لم تكن تقبل القسمة على إثنين أبدا
لم أملك أي إختيارات معك ، كنت أحبك بتطرفٍ ، بتعصب ، بإيمان تام .
الشيء الوحيد الذي يمكنني التأكد منه ، مهما حالت الأيام بيني وبينك ، هو أنه لن يستطيع أي أحد الوصول ، للمكان الذي وصلت إليه ،لن أعيش بذات الشعور مع شخص آخر ، كل ما كان معك ، لن يكون مع غيرك ، و سيبقى حبك الثابت بين كل هذا الشتات ، سيبقى الصواب بين طيات الخطأ ، و لا لي توبة عنه .
