
“معركة شدوان” 21 – 22 يناير 1970: من بطولات رجال قوات الصاعقة المصرية.
متابعة || يارا عبدالقوى زقزوق.
“العيد القومي لمحافظة البحر الأحمر”
قال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أن القوات المسلحة المصرية تؤكد أن معركة جزيرة شدوان، و التى دامت 36 ساعة متصلة في قتال متلاحم، رمزاً للصلابة و الجرأة و الفداء الذى وصل في هذه الجزيرة إلى أقصى حد .
تعد “شدوان” جزيرة مصرية صخرية منعزلة، و لا تزيد مساحتها على 70 كيلو متر و تقع بالقرب من مدخل خليج السويس ، و عليها فنار لإرشاد السفن، و تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر و عن مدينة السويس 325 كيلو متر ، و تؤمنها سرية من الصاعقة المصرية و رادار بحرى.
قامت قوات العدو الإسرائيلى بهجوم ضخم على “الجزيرة ” ليلة الخميس 21 ـ 22 يناير 1970 شملت الإبرار الجوي و البحري و القصف الجوي، الذى استمر لعدة ساعات على الجزيرة و ضد بعض موانئ البحر الأحمر، التى يحتمل أن تقدم المعونة لقواتنا.
و قد إستمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية و سرية الصاعقة المصرية.
و قد تمكن العدو بواسطة قواته الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة و بالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو كعادته بعد هذه العملية إلا أنه لم يستطع إخفاء حقيقة الخسائر الجسيمة التى تعرض لها و لكنه لم يعترف إلا بعشرة فقط بين قتلى و جرحى
وقالت وكالات الأنباء وقتها أن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطين هما الملازم إسحاق كوهين 24 عام و الملازم الإسرائيلي إسرائيل بارليف لكنه لم يُعرف إذا كان بارليف هذا قريب للجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي و صاحب الخط الشهير الذى عُرف بإسمه ، و قالت وكالات الأنباء في حينها أن بقية أسماء القتلى لم تُعرف
في الثامنة و الربع من صباح 23 يناير صدر بيان عسكري مصري قال أن العدو بدأ في الساعة الخامسة صباحاً هجوماً جوياً مركزاً على جزيرة شدوان .
تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته، و أسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة في البحر و مازال الإشتباك مستمراً حتى ساعة صدور هذا البيان.
هاجم العدو وقتها، بواسطة قواته الجوية ، المكونة من طائرات الفانتوم و سكاي هوك الأمريكية الصنع ، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له في المنطقة و أصاب واحداً منها إلا أن وسائل دفاعنا الجوي أسقطت له طائرة آخرى.
خاضت القوات المصرية المعركة ببسالة، و أنزلت بالقوات المهاجمة، خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل و جريح و تمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية، من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز ميراج و الثانية من طراز سكاي هوك.
و بعد قتال عنيف و مرير إستمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة إضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للإنسحاب من الأجزاء التى أحتلهتا في الجزيرة
وكان العدو قد أعلن مساء ليلة القتال الأولى أن قواته لا تجد أى مقاومة على الجزيرة إلا أنه عاد و إعترف في الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي أن القتال لا يزال مستمراً على الجزيرة
و في اليوم التالي للقتال “يوم الجمعة” إشتركت القوات الجوية في المعركة و قصفت المواقع التى تمكن العدو من النزول عليها في شدوان و ألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات في الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية ببطولات لتعزيز القوة المصرية على الجزيرة
و قال رئيس الأركان الإسرائيلي ، حاييم بارليف ، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات الإسرائيلية و يقاتلون بضراوة شبراً فشبراً للإحتفاظ بالجزيرة بأي ثمن
و شهدت المعركة بطولات من العسير حصرها ، و بلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الإقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة .
– شهادة أمريكية :
________________
و قال الصحفي الأمريكي جاي بوشينسكي الذى كان مصاحباً للقوات الإسرائيلية و هو مراسل لإذاعة وستنجهاوس و جريدة شيكاغو نيوز في برقية بعث بها إلى وكالة أنباء يونايتد برس :
رغم أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الجزيرة قصفاً مركزاً لعدة ساعات قبل محاولة إنزال القوات الإسرائيلية فقد قاومت القوة المصرية مقاومة باسلة و لم يجعل الأمر سهلاً للمهاجمين …
و لما تمكنت القوات الإسرائيلية من النزول على الطرف الشمالي الشرقي للجزيرة بدأت في محاولة لتثبيط عزيمة القوات المصرية بأن أذاعت نداءات متكررة بالميكروفون تدعو القوة المصرية للإستسلام و أنه لا فائدة من المقاومة ، و كان رد المصريين على هذا النداء بقذائف مركزة من المدافع تنصب فوق الجنود الإسرائيليين من كل جانب ..
و أضاف : لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت :
جندي مصري يقفز من خندقه و يحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين ، و ظل يضرب إلى أن نفذت أخر طلقة معه ، ثم لقى مصرعه بعد أن قتل عدداً كبيراً من الجنود الإسرائيليين و أصاب عشرات بجراح ..
إن القوات الإسرائيلية التى كانت تتلقى مساعدة مستمرة من طائرات الهليكوبتر لم تكن تتقدم إلا ببطء شديد للغاية تحت وطأة المقاومة المصرية و لم يكن أى موقع مصري يتوقف عن الضرب إلا عندما ينتهي ما عنده من ذخيرة
و حين إنتهت ذخيرة أحد المواقع و كان به جنديان أسرهما الإسرائيليون ثم طلبوا من أحدهما أن يذهب إلى مبنى صغير قرب فناء الجزيرة ليقنع من فيه بالتسليم ثم عاد الجندي المصري ليقول لهم أنه وجد المبنى خاليا .. وعلى الفور توجه إلى المبنى ضابط إسرائيلي و معه عدد من الجنود لإحتلال المبنى و ماكادوا يدخلون إلى المبنى حتى فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري ، و قد قتل في هذه العملية الضابط الإسرائيلي و بعض الجنود الذين كانوا معه أما الضابط المصري البطل الشجاع فقد أصيب بعد أن تكاثر عليه الجنود الإسرائيليين.
و في موقع أخر خرج جنديان متظاهرين بالتسليم ، و حين تقدمت قوة إسرائيلية للقبض عليهما فوجئت بجندي مصري ثالث يبرز فجأة من الموقع بمدفعه الرشاش فيقتل 5 جنود و يصيب عدد من الإسرائيليين.
و كانت الخسائر عالية بين الجانبين نظراً للقتال العنيف الذى شهدته الجزيرة فقد بلغت 50 جريح وقتيل ، بينما استشهد و أصيب نحو 80 من رجالنا البواسل، إضافة إلي بعض المدنيين الذين كانوا يديرون الفنار لإرشاد السفن.