روح عشقت الستر
بقلم:
ياسمين يحيى
المقدمه:
ارواح مرت عليهم ليال مظلمه وقلوبهم مليئه بالخوف الشديد من ذنب كاد أن يعصر قلوبهم ألماً،خوفاً من أن لا يغفر الله لهم،وخوفا من الموت…وفي وسط كل هذا كان يوجد أمل في قلوبهم وهو«أنّ الله غفوررحيم»
وحدك عالم يارب…..
كنت تايهه وطريقي ضلمه…قلبي حزين… عايشه في خوف من الموت ليجي وأنا مش مستعده….
كنت بقول إمتي هتوب،إمتي هرجعلك يارب…
عايشه في حزن ببعدي عنك…
حياتي كانت مليئه بالضباب في بعدي عنك….
شيطاني كان مزينلي طريقي….
أصعب وقت لما أخدت قرار وواجهت نفسي ووقفت ضد نفسي مش بس ضد نفسي،وقفت ضد كل الناس….
سجدت أول سجده وقولت يارب تعبت والطريق صعب،يارب إهدي لي قلبي،قربني ليك،واهديلي نفسي…والشيطان ابعده عني……
يارب نفسي أنول رضاك..وأكون في الفردوس مع الرسول«صلي الله عليه وسلم»
توبت ورجعت وأصبت وأخطأت لكن وحدك يارب كنت عالم أد إيه بجاهد نفسي….
يارتني من زمان رجعتلك يارب…بتمني يارب تقبلني وتردني إليك رداًجميلاً…
خذ بإيدي ولطريق الحق إهديني،ونور بصيرتي….
زين حياتي بقربي منك،وإحسن ختامي،واكتبني عندك التائبه….
خاطره بقلم:
ياسمين يحيى
__________________________
الفصل الاول
في إحدي ضواحي القاهره الكبري بحي السيده زينب،والبيوت متراصه بجانب بعضها البعض،
كان من بينهم بيت كله ألفه ومحبه،وأفراد عائلة هذا البيت يعيشون في سعاده،والبسمه تعلوا وجوههم…
-في الصف الاول في البيت الثاني إمرأه هادئه وقوره وصبوره،ذات البشره البيضاء والعيون العسليه…في الاربعينات من عمرها،إمرأه من رآها شعر بالسعاده،كلما نظرت إليها تجدها متبسمه ويرتسم علي وجهها الحنان والطيبه..
إنها فاطمه أم لثلاثة أبناء«محمد ومحمود وإسراء»..
كانت قلقه جداًعلي إسراء التي خرجت من الساعه التاسعه ولم تعود ألي الآن وكانت الساعه السادسه مساءاً،،أمسكت فاطمه بالتليفون وحاولت أن تطلبها مرات عديده ولكنها لم ترد،والتليفون مازال مغلقا!!..
فاطمه تتحدث في سرها:أعمل إيه يارب دلوقتي أنا قلقانه عليها جداً، وتليفونها لسه مغلق،يارب جيب العواقب سليمه…وفجأه سمعت فاطمه صوت الباب فإذا هي قائله:أكيد دي إسراء،إن شآء الله هتكون هي….
إسراء:في إيه ياماما بتبصيلي كده ليه إتأخرت والتليفون فصل شحن أعمل إيه؟؟..
والدتها بعصبيه:كنتي إتصلي بتليفون صاحبتك آيه،علي الاقل كنت إطمنت عليكي،بدل ما أنا كنت هموت من القلق عليكي…
إسراء:بعد الشر عليكي يا ماما..أنا آسفه..خلاص بقا….
والدتها:ماشي سماح المره دي،يلا بقا روحي غيري هدومك عملالك الملوخيه والرز والبسله اللي بتحبيهم….
إسراء:هغير بسرعه عشان هموت من الجوع..
تمشي إسراء ببطئ محمد ممكن أدخل؟؟
محمد:ما إنتي دخلتي خلاص،وإيه القلق إللي إنتي معيشانا في ده،راجعه متأخر ليه يا أستاذه؟!..
إسراء:كان عندي محاضرات كتيير..
والمواصلات إنت عارف بقا…
محمد:ربنا يوفقك…
إسراء بقلق:إدعيلي يا محمد، هو صحيح محمود فين؟؟
محمد:محمود أكيد في اوضتوا بيخلص شغل ولا حاجه…
إسراء بسخريه:تعال نرخم عليه شويه…
محمد بضحك:إنتي وهو عاملين زي القط والفار..
إسراء:محمود!!دا حبيببي…
يدخل محمود ويقول سامع إسمي جايبين سيرتي ليه؟؟
محمد:لا ولاحاجه إسراء كانت عايزه ترخم عليك شويه…
إسراء بدلع:بقا كده يا محمد…يعني إنت يا محمود تصدق عليا كده؟!
محمود بسخريه:آه..هههه
إسراء:طيب يلا بقا عشان ماما بتنادي عشان نتعشي..
محمد ومحمود:حاضر…
وبعد العشاء:محمد ومحمود بينادوا علي إسراء…
إسراء:نعم..
=عايزين نكلمك في موضوع كده…؟
إسراء:طبعاً إتفضلوا..
محمد ماسكا بتليفونه،إيه رأيك يا إسراء في لون الخمار دا وكمان شوفي النقاب عليه جميل ازاى؟؟..
إسراء:يووووه يا محمد برضوا بتكلمني في الموضوع دا تاني؟!أنا مش عايزه ألبس كده..
محمود:يا إسراء محمد خايف عليكي وكلنا،إنتي عارفه أنو لبسك دا مينفعش،وإنتي عارفه كويس مواصفات الزي في الاسلام،ووو
تقاطعه إسراء لو سمحتوا أنا عايزه أنام تصبحوا على خير…
محمد:استني بس آخر حاجه،ممكن تقرئي سورة النور؟؟.
إسراء:إشمعنا يعني سورة النور؟!
محمد:لما تقرئي هتعرفي..
إسراء:حاضر لما أقوم من النوم بقا،تصبحوا على خير…
محمد ومحمود:وإنتي من أهل الخير…
رأى..
إذا جاء أحدهم لينصحك فلا داعي للعصبيه
فقط إستمع له ولك الحريه في التنفيذ أو عدم التنفيذ…..
__________________________
الفصل الثاني
وفي صباح اليوم التالي تدخل فاطمه غرفة إسراء وتفتح النافذه لينبعث منها الشمس،..
إسراء بغضب:في إيه يا ماما لسه بدري سيبيني أنام شويه..
فاطمه:يلا يا إسراء الساعه بقت تمانيه…
إسراء يااااه دا أنا عندي محاضره واتأخرت..
فاطمه:إهدي بس وقومي إتوضي والبسى وصلي ركعتين،ولما توصلي قولي الدعاء دا
«اللهمَّ اكفنيهم بما شئت وكيف شئت»
إسرء:حاضر يا ماما يارب بس أفتكر…
فاطمه:هتفتكري إن شآء الله..
-في الحرم الجامعي:
إسراء: هو الدعاء إللي ماما قالته إيه؟اهوا نسيته،لا لازم افتكر،يلا افتكري يا إسراء..آه افتكرت «اللهمَّ اكفنيهم بما شئت وكيف شئت»
وخلت إسراء فإذا بالدكتور لم يأتي بعد!!!
إسراء تسأل زميلتها:هو الدكتور مش هييجي؟!
زميلتها:لا هما نادوا في الميكرفون وقالوا إنوا هيتأخر شويه…
إسراء في سرها الحمد لله،ربنا يباركلك يا ماما وميحرمني منك ابداا…
وفجأه يأتي شاب ويقول لها يا آنسه:في حد قاعد هنا!؟
إسراء بغضب:ما الاماكن كلها فاضيه أهي..هوا مفيش ألا دا يعني؟!..
الشاب:آسف بس أنا بحب أقعد هنا…
إسراء:لا والله علي أساس إنوا دا أتوبيس ولا حاجه!!..
الشاب بإحراج:آسف ثم إلتف وذهب لمكان آخر..
إسراء:ما كان من الاول إيه دا؟!..
ثم تأتي صديقة إسراء وهي آيه وتقول صباح الخير..
إسراء إيه التأخير دا يابنتي أنا قولت إنك مش هتيجي…
آيه:أتأخرت بسبب المواصلات.. بس الحمدلله الدكتور لسه مجاش..
إسراء بسخريه:تلاقي العربيه بتاعته ولعت ولا حاجه..ههههه..
آيه:حرام عليكي…
-والدكتور جي والمحاضره إنتهت علي خير…
-في كافيه الجامعه:
إسراء:يوووه هو الشاب دا عمال يلحقني من مكان لمكان ليه؟!..
آيه:لا يا إسراء الشاب دا الكل عارف اخلاقه وهو محترم جدا…
إسراء:محترم!دا كان عايزه يقعد جنبي..
آيه:لا يا إسراء الكل عارف أنوا الشاب دا نظره ضعيف..
إسراء بتأنيب ضمير:ياااه أنا هزئتوا واحرجتوا…
أيه:لا يا إسراء المفروض مكنتيش عملتي كده،دا أنا لسه سامعه حديث عن الرسول «صلي الله عليه وسلم»بيقول:
“إتقي الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم…
إسراء:فعلا،أنا عارفه إني غلطت ومكنش ينفع أتصرف كده…أنا لازم أروح اعتذرله حالا…
إسراء تتجه نحو الشاب:لو سمحت..
الشاب:في حاجه يا آنسه؟!
إسراء: أنا آسفه أنا فعلاًمكنتش أعرف أنك عندك مشكله،وووو…
الشاب يقاطعها حصل خير…
وتذهب إسراء إلي صديقتها انا ماشيه نتقابل الاحد الجاي إن شاء الله…سلام..
ايه:سلام…
إشاره..
أحسن النيه لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عباده تتقرب بها إلي الله…
الفصل الثالث
وفي الصباح إستعدت إسراء للذهاب إلي المحاضره ووصلت واخذت المحاضره وانتهت علي خير…
ثم أذن لصلاة العصر،فتجهت إسراء نحو المسجد وتوضأت وإذا بفتاه تقف وتصلي بجانبها وهي ملتزمه بحجابها الشرعي كاملاً..
وسجدت هذه الفتاه ولم تقم من سجودها!!!
إسراء إنتهت من صلاتها وتعجبت فهذه الفتاه لم تقم من سجودها؟!!
فأحست إسراء بخوف،فإذا بإسراء تضع يدها علي كتف هذه الفتاه فتسقط!!!
وبعد قليل علموا أنّ هذه الفتاه قد توفيت!!!
فذهبت إسراء إلي المنزل ولم تتحدث مع أحد أبداً،فهي مصدومه من هذا الحدث…
فدخلت عليها والدتها وسألتها ما بها؟
فقالت لها إسراء ما حدث،وإذا بإسراء تنهار من البكاء«لربما تذكرت حسن ختام هذه الفتاه فتوفيت وهي ساجده»
فضمتها والدتها وقالت لها:قومي صلي ركعتين لله..
ففعلت إسراء ما قالته والدتها،وفتحت المصف فإذا بها تقرأ سورة النور وتصل عند آيه:”وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ”
فشردت قليلاً،ثم غلبها النعاس فإذا بها تري تلك الفتاه التي توفيت وكأنها كالبدر ليلة كماله.
ثم قالت لها خذي هذا يا إسراء فأعطتها:
«خمار ونقاب»…
وفي الصباح قامت إسراء وصلت ركعتين ودعت الله ان يهديها وينور بصيرتها…
وكانت تحدث نفسها وتقول:ربما تكون كل هذه الاشارات لي؟!..
معادله..
إشاره من الله +فهم هذه الاشاره=تقرب من الله….
الفصل الرابع
وبفيت إسراء علي هذه الحاله وهي في كل ليله تري تلك الفتاه في منامها وهي تعطيها الزي الشرعي،وفي ليله كانت تحدث نفسها وتقول «كل هذه الاشارات بدايه من وفاة تلك الفتاه ورؤيتي لها في منامي مستحيل تكون مجرد اشارات»وكانت في حيره شديده ثم قامت وصلت ركعتين قضاء حاجه ودعت الله كثيراً..
وبعد الانتهاء من الصلاه قالت لنفسها:
أنا لازم اشتري زي شرعي كامل والبسه واشوف إيه اللي هيحصل…
بالفعل ذهبت إسراء إلي احد المحلات واشترت الزي كاملاً بالنقاب وارتدته في المحل وذهبت به إلي البيت،وهي ذاهبه إلي المنزل كانت تحدث نفسها«يالله أنا أشعر براحه لا توصف أشعر كأنني ملكه في هذا الحجاب»ولما ذهبت للبيت دعت الله بالثبات،وأخيرا ادركت كل هذه الاشارات التي أرسلها الله إليها،ومنذ ذلك الوقت اصبحت تدعوا كل صحباتها إلي الالتزام بالزي الشرعي وأنه لا حياه إلا في طاعة الله..
وأن الزي الشرعي يجب أن يكون فضفاض ولا يصف،وأن يكون ساتر غير قصير،…
باختصار:
هل أنتي جاده في التغيير؟؟؟
__________________________
وأخيراً:
أحب أنصح كل بنت متردده تلبس الخمار أو النقاب،هوا إنتي متردده إنك تاخدي خطوه تقربك من ربنا،بتمشي ورا كلام صحباتك وتقولي لو كان في حجابي حاجه كانوا قالولي!!…صدقيني محدش بينصح حد،واعرفي لو جه يوم واحتاجتي لغير الله يبقي لازم تعيدي حساباتك تاني فلا بقاء لبشر..
رغم كل الاشارات اللي ربنا بيبعتهالك لسه بتقولي إنك صح وأنوا الايشارب اللي مش مغطي شعرك كله اصلا هوا دا الحجاب!!!..
إسمعي مني وارجعي لربنا وقوليله إهدي لي قلبي،ونور بصيرتي،قربي من ربنا وانسي الناس وكلامهم.”وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا”
واعلمي أخيتي:
ستظل أمك الغير مقتنعه بحجابك الشرعي،وعائلتك التي تري أنكي دفنتي شبابك،وخالتك وعماتك..يسمعنك محاضره كلما التقيتي بهن،يذكرونكي ويقارنوكي بالفتيات في سنك،سيمدحون عن أناقة زميلاتك
ويحدثونك عن حجاباجميلاً يسر الناظرين!!.سيحدثونك عن دين لم تسمعي عنه من قبل «دين ميزانه هواهم»
وما إن اتيتيهم بحديث صحيح أو إجماع يتهربون في أنّ الزمان قد تغير والظروف تبدلت،ستجدينهم يثبطونكي عند عزمك علي الطاعه ويقولون:
«هذه ليست ضروريه،ليس هناك نص يأمر بهذا!!لاداعي بأن تتعبي نفسك بهذا فهناك أعمال يسيره أفضل!!!…إعلمي أن الله إذا أحب عبدا إبتلاه فيما يحب كي يعلم إن كان حب الله في قلب العبد أعلي من حب ما ابتلي فيه..وإننا بدون شك لا أحد أحب علينا من أهلنا..فكيف نتحمل معارضتهم،،وكيف نعصيهم!؟..هي والله من اصعب الأمور علي المرء..ولكنهامن أكثر الاختبارات رفعه له…
فلا نتدمر من كلامهم،ولندعهم للحق بدون خوف.«فلا طاعه لمخلوق في معصية الخالق»
وأمك تلك التي صدتك اليوم ستفر منكي غداً أمام الله..بل أنها ستفرح إذا كتبت في صحيفتها أن ابنتها ثبتت،وحينها ستعلم أنها نالت بذلك أجرا…
فاحزن الادني هنا خير من الحزن الأكبر هناك..
فشدي الوثاق،واثبتي يا فتاه♡♡♡
إذن:
إذا كنتي جاده في التغيير فكوني بطله وابدئي الآآآآآآآن♡♡♡
♡ما أجمل الحياه عندما تكون في طاعة الله♡
تمت بحمدالله
