
بقلم الكاتب محمد السيد
#بيت_الاشباح
-٤-
قبل أن ينصرف حسس على العلبة القطيفة الموجودة بجيبه ولكنه لم يجدها ، ظل يبحث عنها داخل الشقة كالمجنون ، في كل ركن ولكن لا جدوى من هذا ، وكأنها سراب .
قال لنفسه : لن أترك البيت قبل أن أجد الكنز .
قرر أن يستريح قليلا ، فرد جسده على الأريكة الموجودة بالمكتب والتي ترقد خلفها جثه عفاف ضحيته الأولى ، غفلت عينه لدقائق من شده الإرهاق وفجأة استيقظ مفزوعا على صوت صراخ هستيري ، قفز من على الأريكة ، مازال الصراخ مستمر ، ظل يتلفت أشرف حوله كالمجنون باحثا عن مصدر الصوت ولكن بلا جدوي وفجأة تلاشى صوت الصراخ .
أقرأ أيضا: عام رحل وعام أقبل بقلم محمد السيد
صرخ أشرف قائلا لنفسه : ما هذا الجنون ! سأبحث عن الكنز حتى اجده ثم انصرف من هذا البيت اللعين .
دخل أشرف الحمام لقضاء حاجته ، اصطدم بكلمات مكتوبه على مرأه الحمام بالدماء والأغرب من هذا أن الجملة المكتوبة كانت كالآتي :
أقرأ أيضا: المرايا بقلم محمد السيد
( مات أشرف محروقا داخل الشقة )
الامضاء
عصام وافي
انفجر أشرف صارخا : لن استسلم لهذا الجنون ، سأخذ الكنز رغما عن الجميع رغما عن الحياة نفسها .
خطر على باله فكره مجنونه في هذه اللحظة ، فقد قرر أن يطعن عصام عدده طعنات اخري ليتأكد من موته وحتى يثبت لنفسه بأن كل هذا هراء ، ركض إلى الصالة لكنه لم يجد جثه عصام وكانت هذه المفاجأة ، جثه ليلي ملقاه وحدها فقط على الأرض ، اشتاط غيظ أشرف جن جنونه ، اقترب من جثه ليلي ثم قال لها بهدوء مخيف : أين عصام ؟
طبعا لم يتلقى اجابه من ليلي المقتولة ، صرخ فيها قائلا : أين عصام أيتها المعتوه؟ ان لم تدليني عن مكانه سأقتلك .
سحب السكين وظل يطعن فيها بجنون ، اوقف يده صوت ضحكات انثويه ، انها ضحكات عفاف ، قال أشرف لنفسه في هذه اللحظة : عفاف مازالت حيه ، سأقتلها.
تسلل اشرف إلى المكتب بخطوات ثقيلة حاملا السكين في يده ، وصل الى الأريكة ، نظر خلفها ليتأكد من موت عفاف ، لكنه لم يجد جثتها ، لقد اختفت كما حدث مع جثه عصام .
تسلل الخوف إلى قلب أشرف حيث قال لنفسه : البيت يسكنه الاشباح ، هم من سرقوا الكنز واخفوا جثث عفاف وعصام .
عاد صوت الصراخ من جديد ، ولكن هذه المرة كان صوت الصراخ لأكثر من شخص ، الصراخ حاد ، وكأنهم يعذبون في جهنم .
تملك الخوف من قلبه فقال لنفسه بقلق : لو انتظرت أكثر من ذلك ، سيقتلني الأشباح لابد أن أهرب من البيت حالا .
#ببت_الاشباح
الجزء الأخير
قرر أشرف الهروب من البيت تاركا الكنز للأشباح ، وقبل أن يخطو خطوه واحده سمع صوت خطوات قادمه من الصالة ، خطوات ثقيلة تملأها الثقة ، تسمر أشرف مكانه ابتلع ريقه من شده الخوف ، فجأة وجد عفاف أمامه ، لم تكن عفاف انما جثتها ، أثر الطعنات مازال موجودا ، مازالت الدماء تنزف لم تجف بعد ، نظرت عفاف ناحية أشرف بكراهية وكأنها تنوي الانتقام منه ، اما عن أشرف فأصبح اشبه بتمثال في متحف الشمع ، ضحكت عفاف ضحكه شريرة ثم قالت له : اتريد الهرب قبل أن تأخذ الكنز الذي قتلتني من أجله .
لم يتفوه أشرف بحرف واحد ما زال أسيرا للخوف .
ضحكت عفاف مره أخرى ثم قالت له : الكنز ما زال موجودا ، لقد وقع منك في غرفة النوم وانت ترتدي ملابس عصام .
انصرفت عفاف من أمام أشرف بعدما انتهت من جملتها ، ظلت عين أشرف تتابعها حتى تلاشت من أمامه .
وبدون تفكير ركض أشرف ناحية غرفة النوم وأثناء مروره من الصالة لم يجد جثه ليلي تسمر مكانه للحظات ثم اكمل طريقه إلى غرفة عصام ، فتش في الغرفة كثيرا لكنه لم يجد الكنز فجأة سمع صوت اجش يحدثه : لا تضيع وقتك أكثر من هذا .
التفت ليجد جثه عصام أمامه ، مازال أثر الذبح موجودا ، جرح عريض حول رقبته ، مازالت الدماء تنزف بغزاره وتتساقط على الأرض وكأنه صنبور مياه مفتوح .
عاد أشرف عدده خطوات للخلف من شده خوفه ، نظر عصام ناحيته نظرات توحي بالانتقام ثم قال : الكنز ليس هنا ، لقد اخفته عفاف ، إذا اردت الكنز ابحث عن عفاف .
انصرف عصام من أمامه ، جلس أشرف على الأرض ، أصبح كالتائه لا يعرف ماذا يفعل ؟
هل يهرب ويترك الكنز ؟ ام يبحث عنه وسط الاشباح ؟
وبعد دقائق من التفكير قرر أن يكمل طريقه في البحث عن الكنز .
عاد من جديد الي المكتب يفتش عن الكنز في كل ركن بين الادراج والمكتبة الممتلئة بعشرات الكتب وفي النهاية لم يجد شيئا حتى تملك منه اليأس ثم سمع صوت مشاجرة أتي من الصالة ، هذه المشاجرة بين رجل وامرأة ، اقترب من الصالة بخطوات خافته حتى لا يشعر به الاشباح ، رأي عصام وليلي جالسان في الصالة ملامح وجههما جامده .
قال عصام بحده : أنا من سيقتل أشرف كما قتلنا .
قاطعته ليلي قائله : لن يقتله أحد غيري .
فقال عصام بشراسه : لقد قتلك وانت اجمل ما في الحياة وبعدها ذبحني وانا ابكي عليك .
رددت ليلي بحده : لقد حرمنا من الحياة ولهذا سأقتله بيدي .
صمت عصام قليلا وكأنه يفكر في شيء ما ثم قال : ما رأيك لو قتلناه سويا.
ضحكت ليلي ضحكة شريرة ثم قالت : فلنبدأ اذا .
احس أشرف بأحد يقف خلفه ، التفت ليجد عفاف واقفه تنظر له بغل ، ابتلع ريقه ثم قال لها بضعف : عصام وزوجته يريدان قتلي ، انقذني .
ضحكت عفاف ثم قالت : عصام وزوجته قتلوا على يدك كما قتلتني .
فقال باندهاش : من انتم اذا !
رددت عفاف بحده : نحن اشباحهم اتينا لقتلك .
عاد أشرف عدده خطوات للخلف خوفا من جثه عفاف ولكنه اكتشف انه وقع في المصيدة ، لقد حاوطه الثلاث جثث عفاف من الامام ، عصام وليلي من الخلف ، اشاح أشرف السكين أمامهم كي يتراجعوا ولكن لا جدوى من ذلك ، طعنهم بالسكين بمنتهى القسوة ولكن الاشباح لا تموت ، انقضت عليه الاشباح بمنتهى الشراسة وكأنها حيوانات مفترس اصطادت فريستها .
لم يكن انتقام بشر وإنما انتقام كائنات لا تعرف الرحمة حيث انقضوا عليه بأظافرهم التي تحولت الى مخالب ثم افترسوا بأسنانهم التي أصبحت أنياب بعد موتهم .
وقبل أن يلفظ أنفاسه الاخيرة القى عليه عصام جيركن بنزين ثم أشعل فيه النار ليتذوق أشرف جميع انواع العذاب قبل موته .
لم يتبقى أحد حي في هذا البيت الملعون كلهم اموات والاصح كلهم اشباح
بعد تلك الحادثة بسنوات سميت هذه الشقة ببيت الاشباح ، يستيقظ أهالي المنطقة مذعورين على صوت صراخ هستيري واحيانا يتغير الصوت إلى ضحكات شريرة تشبه ضحكات الاشباح والافظع من هذا أن كل فتره تحدث حريقه في الشقة دون سبب وتخمد مره واحده ، حاولا الورثة بيع الشقة أكثر من مره ولكن أفعال الاشباح الشريرة إعاقة عملية البيع في كل مره .
تمت
محمد السيد
