
(( حلم بعيد ….. قريب )) بقلم سارة مجدي
عادت الى بيتها تجر اقدامها بأرهاق حين دلفت الى البيت مباشره دخلت الى الحمام تريد ان تغسل عن جسدها رائحه هؤلاء الرجال التى تجبر يوميا على التعامل معهم … يوميا تدعوا الله ان يخلصها مما هى فيه و يرحمها و ينقذها قبل فوات الاوان قبل ان تضعف و لا تستطيع حمايه نفسها و روحها
كانت تقف اسفل المياه تتذكر كل ما مضى من حياتها و كيف وصلت الى ما هى عليه الان مجرد فتاه تعمل فى احدى الملاهى الليليه و كل من يريد منها شىء يأخذه لكنها و حتى تلك اللحظه تستطيع الاحتفاظ بطهر جسدها كما يراه المجتمع
اغمضت عينيها و هى تتذكر بيت كبير و عائله طيبه محبه جار عليها الزمان بأصابه الوالد فى العمل جعلته لا يستطيع التحرك و اخوه صغار بحاجه الى المال و ام لا تعلم من الحياه شىء فلم يكن امامها سوا العمل و كالعاده و الطبيعى ان يطمع الجميع بها او هكذا كانت تظن لكن ما حدث عكس ذلك تماما حيث وجدت عمل فى محل للملابس النسائيه و صاحب العمل شخص صالح يتعامل بأحترام كبير و بعد مرور ثلاث شهور كانت تقف ترتب الارفف و تعيد كل شىء لمكانه اقترب صاحب المحل منها و لمسها من الخلف لتنتفض بفزع و عيونها يرتسم فيها الرعب و جسدها يرتعش خوفا ابتسم صاحب المحل بجانب فمه ابتسامه تحمل الكثير من الخبث و قال
– مالك يا بنتى … هو انا عملت حاجه اكتر من اللى الرجاله التانيه بيعملوها
لتشهق بصوت عالى و هى تهز راسها بلا و دموعها تغرق وجهها ليقول من جديد بأبتسامه اكثر خبثا
– متنكريش علشان انا عندى الدليل
كانت تشعر بالرعب اى دليل هذا هى لا تقوم بشىء خاطىء انها تسعى بشرف و ضمير للحصول على المال حتى تستطيع علاج و الدها و ايضا تعليم اخوتها الصغار تتحمل الم قدميها بالوقوف طوال النهار و العمل بجد و معامله الزبائن السيئه لها فى بعض الاحيان حتى تحصل على المال الحلال اخرج الرجل هاتفه المحمول لتجد صور لها عاريه و بين احضان بعض الرجال لتنهار ارضا و هى تصرخ بصوت عالى
– مش انا … و الله ما انا … انا معملتش حاجه من دى الصور دى مش بتاعتى
ليبتسم بشر و هو يقول
– اثبتى بقا انها مش صورك و على ما الحقيقه تظهر هتكون سمعتك فى الارض
اقتربت منه و هى تقبل يديه و انحنت تقبل قدميه بتوسل و رجاء و هى تقول
– ابوس رجلك انا معملتش حاجه متفضحنيش ابويا ممكن يروح فيها انا اذيتك فى ايه علشان تأذينى بالشكل ده
ليضحك بصوت عالى و هو يقول بخبث
– انا مش عايزك تبوسى رجلى انا عايزك تبوسى حاجه تانيه يا حلوه
لتنظر اليه بعدم فهم ليقول بأمر
– اقفى و تعالى ورايا
حاولت الوقوف و تحركت خلفه تجر قدميها التى اصبحت كالهلام و سارت خلفه و كأنها ذاهبه الى موتها
جلس صاحب المحل الذى يدعى بهجت على الكرسى الخاص به و وضع قدم فوق الاخرى و ظل ينظر اليها بتفحص ثم قال
– قدامك حلين الاول انك تسمعى كلامى و الصور دى كأنها لم تكن او متسمعيش و تخرجى فورا من الباب ده لكن صورك هتبقى على كل تليفون فى البلد … قولتى ايه
كانت دموعها تغرق وجهها و جسدها يرتعش بقوه و هى تشعر بالذل و الهوان و الضعف و الخوف و القهر لتقول باستلام
– هعمل كل اللى حضرتك عايزه بس بلاش فضايح
و ها هى منذ ذلك الوقت مجبره كل يوم على الذهاب لذلك الملهى الليلى تجالس الرجال و كل منهم يأخذ منها جزء كل يوم و بشق الانفس كل يوم تظل تحافظ على الخيط الرفيع بينها و بين ضياعها بالكامل بعد وفاه والدها و رفض والدتها لها و طردها من البيت
فى اليوم التالى و ككل يوم ترتعش قدميها و هى تخرج الى تلك الصاله الكبيره التى تمتلىء بالسكارى و مغيبى العقول اقترب منها بهجت و قال
– تربيظه ٣ … بسرعه
كان يجلس على تلك الطاوله المميزه من حيث موقعها الذى يرصد كل حركه و لفته و ايضا كان ينتظر تلك الفتاه الذى عرضها عليه ذلك البهجت و مستعد لها حتى يأخذ منها ما يريد
لمحها و هى تسير فى اتجاهه بخطوات خجله و متخبطه و ذلك جعل نظراته تتحول لاستهزاء رغم احباطه
جلست رحيل امامه و حاولت ان تقوم بتلك الحركات التى يريدها بهجت ان تقوم بها دائما
شعر عدى ان هذه الفتاه بها شىء غير طبيعى نظرات عيونها الزائغه فى كل مكان و ايضا ارتعاشة يديها التى تمسك بكأس المشروب و يدها الاخرى التى تحاول بها ستر اى جزء من جسدها فأخذ قراره و وقف و توجه اليها و حاوط خصرها و على اثر تلك الحركه انتفض جسدها خوفا ليبتسم بجانب فمه باستهزاء و قال بجانب اذنها
– تعالى نكمل سهرتنا فى البيت
لينسحب اللون من وجهها و تشعر ان الدنيا تدور بها لكن يديه التى ضمتها بقوه جعلتها تنظر اليه بعيونها الباكيه برجاء تجاهله هو بجداره … ثم رفع عينيه ينظر الى بهجت و اشار اليه بسلام ليبتسم بهجت بسعاده كبيره حيث سيتحقق حلمه اخيرا و تصبح رحيل فى الطريق الذى يريده
فتح لها باب السياره و دفعها لتصعد اليها و كانت هى ترجوه بعينيها ان يتركها و لكنه تجاهل كل ما يراه منها حتى يصل الى البيت فهو لن يصدق دموع التماسيح تلك و لا سيصدق تمثيلها المتقن لدور البريئه هو يعلم جيدا ان هناك رجال يفضلون التعامل مع البريئات و يحبون التعامل معهم بعنف يصل حد الاغتصاب و عليها اتقان دورها كمغتصبه … فليصل الى البيت و هناك سيكتشف كل شىء
كانت طوال الطريق جسدها ينتفض و كأنها محمومه و كان هو يشعر بالاندهاش من تصرفاتها الغريبه دموعها التى تغرق و جهها و انتفاضه جسدها و انكماشها على نفسها … و صلا بيته و ترجل من السياره و فتح بابها و سحبها من يدها و صعد الى بيته تحت انظار حارس العقار الزاهله
فتح باب بيته و ادخلها ببعض العنف و بصعوبه استطاعت ان لا تقع ارضا و حين توازنت فى وقفتها و نظرت اليه ….. اقتربت منه و انحنت تقبل يديه و هى تقول
– و الله يا بيه انا مش زى ما انت فاهم و الله انا غصب عنى كنت موجوده فى المكان ده و الله … ابوس ايدك ارحمنى
– انتِ هبله يا بت … هو انتِ مش عارفه انا جايبك منين و ليه
قالها بعصبيه و غضب و صوت عالى جعل جسدها ينتفض و ابتعدت بظهرها للخلف و هى تقول
– عارفه … و فاهمه انت شايفنى ازاى بس و الله انا بنت محترمه و الزمن ظلمنى وجه عليا
اصطدمت بالحائط و رفعت عيونها الحمراء له و بدأت فى قص كل شىء له و كان هو يستمع الى كلماتها بتركيز شديد و كأن باب السعاده يفتح امامه فاليوم اصبح بين يديه كنز حقيقى ان استطاع استغلاله
اقترب منها و هو يخلع الجاكيت لتغمض عيونها باستسلام لقدرها الذى لا مهرب منه الان و لكنها فتحت عيونها بصدمه و هى تجد الجاكت الخاص به يغطى جسدها شبه العارى لتنظر اليه باندهاش ليقول هو بهدوء
– انا مصدقك … تعالى اقعدى
و مد يده لها لتضع يدها بين يديه ليجلسها على اقرب كرسى و ظل ينظر اليها و قال
– انا مستعد اساعدك بس كمان عايزك تساعديني
عادت الى بهجت و هى ترتعش كعادتها ليقف امامها ينظر اليها بابتسامه انتصار و قال
– و اخيرا يا رحيل بقيتى تحت ايدى
اخفضت راسها ارضا ثم قالت
– عايزنى بكره كمان
ليضحك بهجت بصوت عالى و هو يقول
– كنت عارف انك كنز من النهارده مكانك فى البيت الكبير
لتنظر اليه بأندهاش ليشير لها ان تسير امامه و بالفعل و صلت امام البيت الكبير كما يطلق عليه كانت تتلفت حولها باندهاش و صدمه و هى ترى كم الفتايات الموجوده فى هذا المكان ليهمس بهجت بجانب اذنها
– هنا بدايه طريقك و اوعدك انى ابيعك بأعلى سعر
لتنظر اليه بصدمه و خوف ليضحك بصوت عالى و هو يقول
– كل البنات اللى هنا دول بنجهزهم علشان نبعهم بأعلى سعر … بيبقوا مدربين كويس علشان يقدروا يرضوا اسيادهم و متأكد انك هتكونى التوب عليهم
لينتفض جسدها بخوف و رعب من تخيل ما سيحدث لها و لكن عدى و فى ثوان قليلا و قبل ان تتحرك خطوه اخرى داخل ذلك البيت الكبير كانت قوات الشرطه تقتحم المكان الذى سعوا للوصول اليه كثيرا و لكن رحيل سهلت لهم الامر بسبب جهاز التتبع الذى وضعه عدى فى ملابسها
كان بهجت ينظر اليها بشر لتخفض راسها ارضا و تحاوط جسدها بذراعيها بخوف و لكن عدى وقف امامها يمنع وصول نظرات ذلك البهجت اليها
لتنظر الى ظهره بأمتنان ….. انتهت التحقيقات و تم تحويل القضيه الى المحكمه و اليوم هو اليوم المنشود هو يوم اصدار الحكم فى بهجت و كل من معه بعد عوده الكثير من الفتايات الى اسرهم و الباقين و ضعوا فى دار للتأهيل حتى يستطيعوا محوا كل ما تم زرعه داخل عقولهم من افكار خاطئه و قذره
كان عدى يجلس وسط الاهالى الذين حضروا ليروا انتقام الله فى هؤلاء الشياطين على هيئه بشر و لم يخيب القضاء رجائهم و حكم على الجميع بالاعدام
خرج عدى من المحكمه و توجه مباشره لبيت رحيل التى تعتكف فيه منذ ما حدث
طرق الباب و حين فتحته ظل ينظر اليها بزهول كانت ترتدى اسدال صلاتها و وجهها خالى تماما من الوان الزينه ليبتسم و هو يقول
– لقيتلك شغل … ومضمون جدا
لتبتسم بسعاده و هى تتذكر بعد ان تم القبض على بهجت و شبكته للتجاره فى البشر وقف عدى امامها و هى تجلس ارضا تحتضن جسدها بخوف و قال بابتسامه
– شكرا يا رحيل … احنى لولاكي مكناش قدرنا نمسك الشبكه دى … قوليلى محتاجه ايه
نظرت اليه بدموع و قالت
– شغل محتاجه شغل حلال و امان و مضمون
عادت من افكارها على صوته و هو يقول
– خدى الكارت ده هتروح لصاحب الشركه و تقوليله بس انك من طرف الرائد عدى عبد الجواد علوان
صمت لثوانى كانت هى تتأمل الكارت بأبتسامه غير مصدقه ليكمل قائلا
– و كمان تقدرى ترجعى بيتك ولدتك مستنياكى
لتنظر اليه بعدم فهم ليقول موضحا
– انا روحتلها و فهمتها انك كنتى بتشتغلي معانا و انك زى الفل.
لتضحك بسعاده و عيونها تمتلىء بالدموع و قلبها يمتلىء بحب للواقف امامها
بعد مرور سنه كانت تغادر الشركه فى موعدها المعتاد لتندهش و هى تراه يقف امامها يستند على سيارته و حين رأها ابتسم و قال
– ينفع تسيبى خطيبك واقف فى الشارع كل ده
– خطيبى
– بأعتبار ما سيكون
لتنظر اليه باندهاش مستفهم مع ابتسامه رقيقه ليقول موضحا
– انا اتفقت مع ماما سناء و الخطوبه الخميس الجاى
كادت ان تقول شىء ليقول هو سريعا
– مش مسموح بالاعتراض … اه هو هيكون كتب كتاب و مفيش اعتراض انا سى السيد
لتضحك بسعاده و هى تقول
– حاضر يا سى عدى
– قولتى ايه
– سى عدى
– قلب سى عدى … يارب صبرنى ليوم الخميس
لتضحك بسعاده و هى تصعد الى السياره بجانبه احمد الله الذى ارسل اليها عدى لينقذها مما كانت تعانيه و من ضياعها و خوفها … فكل ما تعيشه الان حلم بعيد … و اصبح الان قريب جدا .
تمت
بقلمى ساره مجدى
Morooo
روعه. ياساره جميله قوي بجد مؤثره جدا سلمت اناملك
So Magdi
حبيبتى يا منمن و الله